حجز النادي الأهلي، حامل اللقب، مقعده رسميًا في دور المجموعات لبطولة دوري أبطال إفريقيا، مؤكدًا تفوقه على ضيفه إيجل نوار البوروندي، بعد أن كرر انتصاره عليه بهدف نظيف، في المباراة التي احتضنها ستاد القاهرة الدولي مساء السبت، ضمن منافسات إياب دور الـ32 من البطولة القارية.
ورغم التحديات الكبيرة التي واجهت المارد الأحمر في وقت مبكر من اللقاء، وأبرزها النقص العددي، إلا أن خبرة لاعبيه وحسن الإدارة الفنية للمباراة مكنته من حسم بطاقة العبور، مستفيدًا من فوزه ذهابًا بنفس النتيجة (1-0)، ليتأهل بجدارة بمجموع مباراتين (2-0)، ويواصل رحلة الدفاع عن لقبه.
ولم تكن بداية المباراة سهلة على الإطلاق لأصحاب الأرض. ففي الدقيقة 15، شهد اللقاء منعرجًا دراميًا بقرار تحكيمي أثار جدلًا واسعًا، حين أشهر حكم الساحة البطاقة الحمراء المباشرة في وجه المهاجم السلوفيني، نيتس جراديشار. جاء القرار الصادم عقب احتكاك بين اللاعب وأحد مدافعي إيجل نوار داخل منطقة جزاء الفريق البوروندي أثناء الاستعداد لتنفيذ ركلة ركنية.
وهذا الطرد المبكر، الذي بدا قاسيًا، تسبب في توقف اللعب لعدة دقائق وسط حالة من الذهول والاعتراض الشديد من قبل لاعبي الأهلي وجهازهم الفني، خصوصًا وأن الحكم كان قد تغاضى قبلها بلحظات عن احتساب خطأ واضح لصالح أحمد رمضان بيكهام إثر تدخل عنيف من دفاع الفريق الضيف.
وأجبر النقص العددي المدرب الدنماركي، ييس توروب، على إعادة ترتيب أوراقه التكتيكية. ورغم استحواذ الأهلي على الكرة في معظم فترات الشوط الأول، إلا أن هذا الاستحواذ افتقد للفعالية الهجومية واللمسة الأخيرة الحاسمة أمام المرمى، نظرًا للتكتل الدفاعي للفريق البوروندي.
ولكن مع انطلاقة الشوط الثاني، دخل المارد الأحمر برغبة هجومية أكبر وتنظيم أفضل. وفي الدقيقة 57، نجح الأهلي في ترجمة أفضليته. فمن جملة تكتيكية منظمة، مرر النجم التونسي محمد علي بن رمضان كرة بينية متقنة، وجدت الظهير الأيمن المتقدم عمر كمال عبد الواحد، الذي لم يتوانَ عن إيداعها الشباك، مسجلًا هدف اللقاء الوحيد وهدف تأكيد التأهل.
وبعد الهدف، سيطر الأهلي على إيقاع اللعب بذكاء، مستغلاً خبرة لاعبيه للحفاظ على الكرة وتسيير الدقائق المتبقية بأمان، رغم المحاولات الخجولة من جانب إيجل نوار للعودة في النتيجة، ومع اقتراب المباراة من نهايتها وضمان بطاقة التأهل، سعى المدرب ييس توروب إلى تدوير بعض العناصر ومنح الراحة للاعبيه الأساسيين استعدادًا للاستحقاقات المحلية المكثفة المقبلة.
وشهدت الدقائق الأخيرة دخول كل من محمود حسن “تريزيجيه”، محمد هاني، ياسر إبراهيم، أشرف بن شرقي، ومحمد شكري، في تأكيد على عمق دكة بدلاء الأهلي وجاهزية الفريق لمواصلة المنافسة على كافة الجبهات، وبهذا الفوز، يضرب الأهلي موعدًا مع كبار القارة في دور المجموعات، موجهًا رسالة قوية بأنه قادم بقوة للحفاظ على لقبه الإفريقي المفضل.
لا توجد تعليقات بعد.
