أثبت نادي الاتحاد السعودي علو كعبه وجدارته بتحقيق فوز مستحق وكبير على ضيفه الشارقة الإماراتي بثلاثة أهداف نظيفة، وذلك في المواجهة التي جمعت الفريقين مساء الثلاثاء على أرضية ملعب “الجوهرة المشعة” بمدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. هذه النتيجة الباهرة لم تكن مجرد ثلاث نقاط تضاف إلى رصيد العميد، بل كانت بمثابة إعلان واضح عن عودة الروح القتالية للفريق السعودي في غمار منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة، ضمن الجولة الرابعة من دور المجموعات.
ودخل المدير الفني البرتغالي سيرجيو كونسيساو اللقاء بتشكيلة متوازنة ومليئة بالنجوم، ضمت أسماءً لامعة في كافة الخطوط. في حراسة المرمى، تألق بريدراج رايكوفيتش، أمامه رباعي دفاعي قوي يضم ماريو ميتاي، يان كارلو سيميتش، ومهند الشنقيطي. بينما قاد خط الوسط الثلاثي المخضرم حسام عوار، محمدو دومبيا، وفابينيو، بمساندة من النجم نجولو كانتي الذي أبدع في استخلاص الكرات وبناء الهجمات. وفي الخط الأمامي، اعتمد كونسيساو على القوة الهجومية الضاربة المتمثلة في موسى ديابي، ستيفن بيرجوين، والنجم الفرنسي كريم بنزيما، ليشكلوا معاً ثلاثياً هجومياً أرهق دفاعات الشارقة.
ولم تمضِ سوى ثماني دقائق على صافرة البداية حتى اهتزت شباك الشارقة للمرة الأولى. ففي هجمة منسقة وبتمريرة عرضية متقنة من الظهير الأيمن النشيط مهند الشنقيطي، ارتقى المهاجم الهولندي ستيفن بيرجوين ببراعة ليضع الكرة برأسه داخل الشباك، معلناً عن هدف مبكر منح الاتحاد أفضلية معنوية كبيرة وأشعل حماس الجماهير الحاضرة.
واستمرت السيطرة الاتحادية على مجريات اللعب، مع محاولات متكررة لتعزيز النتيجة. وفي الدقيقة 67، جاء الدور على النجم الفرنسي كريم بنزيما ليضيف الهدف الثاني بطريقته المعتادة. بدأت الهجمة بتمريرة طولية ذكية من عمق الملعب أرسلها نجولو كانتي، استلمها موسى ديابي بمهارة فائقة، ثم اخترق ومرر كرة عرضية ساحرة لبنزيما الذي لم يتوانَ عن إيداعها الشباك بلمسة فنية مميزة، ليؤكد بذلك تفوق الاتحاد ويضع الشارقة تحت ضغط كبير.
وشهدت الدقيقة 73 لحظة جدلية طالب فيها لاعبو الاتحاد بركلة جزاء، لكن حكم المباراة، وبعد العودة إلى تقنية الفيديو (VAR)، قرر عدم احتسابها، لتستمر الإثارة والندية على أرض الملعب. ومع اقتراب المباراة من نهايتها، حافظ الاتحاد على رباطة جأشه وتركيزه، باحثاً عن المزيد من الأهداف.
وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتحديداً في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، أطلق روجر فيرنانديز رصاصة الرحمة على الشارقة بتسجيله الهدف الثالث الذي أضفى مزيداً من البهجة على المدرجات الاتحادية. جاء الهدف نتيجة تمريرة طولية أخرى من النجم نجولو كانتي، استلمها البديل الشاب أحمد الغامدي ببراعة، الذي اخترق منطقة الجزاء بمهارة فردية عالية، ومرر كرة عرضية حاسمة لفيرنانديز الذي أسكنها الشباك ببراعة، ليختتم مهرجان الأهداف الاتحادية.
وبهذا الفوز الكبير والمستحق، رفع نادي الاتحاد رصيده إلى 6 نقاط، ليحتل المركز السادس في جدول ترتيب دوري أبطال آسيا للنخبة، مما يعزز آماله في التأهل للدور التالي ويمنحه دفعة معنوية هائلة لمواصلة المشوار الآسيوي. في المقابل، توقف رصيد الشارقة عند 4 نقاط، ليقبع في المركز الثامن، مما يصعب من مهمته في المنافسة على بطاقات التأهل.
تابع جدول ترتيب مجموعات دوري أبطال آسيا للنخبة
لا توجد تعليقات بعد.
